Monday, September 6, 2010

هل كل هذا الحزن لا يكفي ليجعلني جميلا

من قصيدة وطن بحجم عيوننا لبخيت

عيناك آخـر معجزات الحب         في زمن الرصاص
نهران من غضـبٍ ، وقد       نصبا موازين القصاص
للرافعين منـارة الدم         دون منٍّ وانتـقـاص
عيناك شعبٌ ثـائرٌ           ترقب الغـد والخلاص 

الفجر يغسل بالندى       جدران شارعنا الفقير
وأنا أفكر كيف يجمع          حبنـا عـشٌ صـغير
والطيبون القابضون الجمـ   ـر في كـل العصور
يتقاسمون القهر تحت    سمـاء عالمنا المـرير 


يا عذبة العينين ، يا     أحلى اكتشافات العُمُر
يا نهر أيامي ، ويـا    شوق التـرابِ إلى النَّهَر
غنيت باسمكِ أينعت          روحي وبللني المطـر
فبأيِّ آلاءِ المحبـةِ             لا يبايعكِ الوتـر

تلميذُ عينيك التي      خلقت لتبتكر الصبـاح
أعطيتني شرف المحبـة       والمحبـةُ لا تُبـاح
ثبتتُ أقدامي ، وقلت لها:      هنيئـًا بالجراح
من صخرة الأهرام منحوتٌ       فموتي يـا رمـاح

سرقوكِ من عيني "على عيني"     أمـا استوحشتِ صوتي ؟
النـيـل فيـاضٌ بشُرياني             أظنكِ مـا ارتويتِ
الحبُّ لا يـأتي ولا ابنته          السعـادة سوف تأتي
ما من سماءٍ سوف تغـ          ـفـر للحياة إذا بكيتِ

جرحٌ كريمٌ ، فقته كرمًا           ولم أهرب بخيلا
قلبي أشفُّ ، وجبهتي أعلى        وقد أبدو نـحيلا
وأكـادُ أومئُ للسحـابة       حين أرغب أن تسيـلا
هل كل هذا الحزن لا         يكفي ليجعلني جميلا

أنا ما عزفتكِ إنما   غازلتُ أوركسترا جراحي

كم من مدادٍ أزرقٍ في       الأفقِ منتظرًا جناحي
كم صفحـةٍ في الليلِ أزرع    فوقها شمس الصباحِ
لم أقترح للحبَّ موتًا     فالحيـاة هي اقتراحي

بكتِ الضمادة حينمـا     لمسـت جِراح الطيبين
يا حبُّ روَّع من يروع           أبـرياءً آمنـين
سنحبُّ ضحكـة طفلنـا        ونُحبُّ طفل الآخـرين
ونحب كُلَّ الناس ، كـل     النـاس إلا الظـالمين


اذهـب لموتك ، هكـذا بالموتِ يُمتحنُ الخلود
اذهب لتختبر الفجيـعةُ من يريد لمـا يريد
من رامَ منزلة " الحسينِ" و من رجـا دنيـا " يزيد"
سـفـرٌ بطول الدهـرِ ما بين المشـاهدِ والشـهيـدْ

لمـا تألق وجهـك الدري في ليل القصيـدة
أضفى ميـاه الروحِ ، فـاضت من منابعها البعيدة
آمـنـت أن الله يـذكـُرُني ويـرسلُ لي بريـده
وكتبتُ عنكِ كمـا يليق بـأوحدٍ وجـَد الوحـيـدة

2 comments:

  1. فبأيِّ آلاءِ المحبـةِ لا يبايعكِ الوتـر

    ياعينى

    اضربنى بالنار والنبى يا احمد

    ReplyDelete