غربة مقرورة الجنبات و حزن ينبت فى باحة أيامى ورحيق من قهر يزكم أنفى , يقتلنى , فاحس بروحى تسبح فى بعد مجهول , هل تعرف معنى الغربة؟
الغربة هى ان يتوقف كل شىء من حولك عن الحركة وان تجد نفسك عالقا فى منتصف اللاشىء مع احساس مريع بالحيرة والقهر فى ان واحد , هى ان تتحول الى كائن منفى بكل أدوات النفى الممكنة وان يتم اخبارك بصفة دائمة كم انت غير مرغوب في وجودك
الغربة هى قاعدة الاستثناء والاحلام المؤجلة وفيها يصبح الحلال محرما والحب غير ممكن وتتحول حياتك الى صراع يومى تحاول من خلاله الخروج بأقل خسائر ممكنة وتضطر فى النهاية الى الاستسلام لحالة من اليأس المميت
أنهيت عملى اليوم مبكرا وخرجت من المكتب بخطى متثاقلة يتملكنى احساس ردىء باليأس لكن قابلنى الحج فتحى خارجا من المصعد , سلميت عليه وعرفت انه ذاهب الى المكتبة وبالطبع وجدتها فرصة لكسر الملل وصلنا الى المكتبة فى حوالى السادسة وبدأت البحث عن شىء يشدنى وبعد حوالى نصف ساعة وجدت واحدا , هو كتاب حيونات ايامنا للمخزنجى
فى البيت بدأت التقليب فى الكتاب وشدنى تلك الرمزية الرائعة والتدفق الذى يتميز به المخزنجى ورأيت فى الكتاب تصنيفا حقيقيا
لحيوانات ايامنا ولكن أكثر ما لمسنى فى هذا الكتاب هو قصته عن تلك الخيول التى تميتها الرتابة ويحييها الحلم وبخاصة عندما بدأ يمازح الحصان قائلا:
--------------------
أيه يا حصان يا عبيط .. لك حياة واحدة وتريد ان تموت .. الا تعرف ان وراء هذه الجزيرة بحرا ووراء البحر شاطئا وعند الشاطىء مراعى خضراء , تموج بلذيذ العشب و تتخللها جداول عذبة فى مائها سكر, وهناك , هناك افراس بديعات الحسن , نديات العيون فى انتظارك , اه يا حصان يا عبيط
-------------------
ايييييييييييه !!!!!!!!! كم اتمنى ان اعود؟ كم اشتاق الى ملامح وجهى القديم؟!!!!
!!
!
---
مصر .. التلات أحرف الساكنة اللي شاحنة ضجيج
زوم الهوا وطقش موج البحر لما يهيج
وعجيج حوافر خيول بتجر زغروطة
حزمة نغم صعب داخلة مسامعي مقروطة
في مسامي مضغوطه مع دمي لها تعاريج
ترع وقنوات سقت من جسمي كل نسيج
وجميع خيوط النسيج على نبرة مربوطة
أسمعها مهموسة والا أسمعها مشخوطة
شبكة رادار قلبي جوه ضلوعي مضبوطة
وترن من تاني نفس النبرة في وداني
ومؤشر الفرحة يتحرك في وجداني
وأغاني واحشاني باتذكرها ما لهاش عد
فيه شيء حصل أو بيحصل أو حيحصل جد
أو ربما الأمر حالة وجد واخداني
انا اللي ياما الهوى جابني ووداني
وكلام على لساني جاني لابد أقوله لحد