Sunday, October 8, 2017

قطار

 ليلة صيفية رتيبة حد الغثيان ، يغمرنى احساس متثاقل خالى من كل بهجة ، خرجت من البيت قاصدا محطة القطار كى اكون فى  استقبال الوالدين القادمين من العاصمة
وصلت إلى المحطة فى تمام التاسعة ، ممسكا بيد فاطمة ارتقيت درجات  السلم المؤدية إلى المحطة ،  وصلت إلى رصيف المحطة الأيمن الذى بدا كما كان قبل سنين ، نفس المظلات والمقاعد الأسمنتية ، جسر المشاة الذى كنت أخشى صعوده بدا لى صغيرا هذه المرة ، مبنى المحطة القديم يعلوه لون داكن وكذلك مبنى المصلى العتيق ومدخله الجانبى الضيق وبابه المطرز باهمال ، حتى شجرة النبق لا زالت خلف المسجد ، بعد خطوات من مدخل الرصيف كان هناك ثلاث شابات وفتاة يجلسن على الارض وبجوارهن رضيع يحبو وهو عارى النصف السفلي من جسده ، كانت الشابات يتحدثن بصوت عال بينما يرمقن المارة بنظرة فاحصة ، ابتعد الطفل قليلا فطاردته الفتاه فى محاوله لاسترجاعه ، صرخ الطفل بصخب فتركته الفتاه مبتسمة ، على الرصيف الاخر المقابل كان هناك قطار متحرك بسرعة فى اتجاه الشمال ولا يبدو أنه سيتوقف ، اقترب القطار بصوته الهادر وبوقه الناعق يكاد يصم الاذان ،  للحظة انتابنى شعور مختلط بالغضب والفزع وتذكرت كم من المرات كان على أن أسمع  هذا  الخليط القادم من الجحيم والذى ارتبط عندى باطنيا بمدن الشمال
 الشمطاء التى تعبد صورتها فى المرآة ، تجنبت النظر نحو القطار ، اختلجتنى عبرة جنوبية وهمست لنفسى لكم أكرهك ايها اللعين!!!
استجمعت انفاسى ونظرت إلى فاطمة التى كانت ممسكة بيدى اليسرى فوجدتها تنظر الى وكأنها كانت تراقبنى ، ضحكت ببراءة وقالت أنا لم أخف!!!